صمود غزة
منذ بدء حملة الابادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة في أكتوبر ٢٠٢٣ قُتل أكثر من ٤٠ ألف فلسطيني، وأصيب أكثر من ٩٠ ألف، الشريحة الغالبة بينهم هم من الأطفال، ذلك إلى جانب أكثر من ١٠ آلاف مفقود معظمهم عجزت وتعجز طواقم الانقاذ عن انتشالهم من تحت الأنقاض. كما هجرت هذه الحملة الوحشية أكثر من مليوني إنسان أي ٩٥٪ من السكان، مدمرة أكثر من ٨٠ ٪ من المنازل في القطاع بشكل كلي أو جزءي.
لقد ركزت حملة القصف والتدمير على استهداف المشافي والبنى التحتية للخدمات الحيوية وسائر مرافق دعم الحياة في قطاع غزة، ومن أصل ٣٤ مستشفى في قطاع غزة لم يتبق الا ٤ مستشفيات تعمل بشكل جزئي، وتم قطع الإمدادات الحيوية عن قطاع غزة لعدة أسابيع وشهور ولا زال ما يدخل منها محدود جدا لا يلبي جزء يسير من الاحتياجات المتزايدة بفعل الكارثة.
تتحدث تقارير الأمم المتحدة عن تفشي الجوع القاتل والأمراض، وانهيار الخدمات بكافة أشكالها، وعجز مراكز الإيواء عن استيعاب الأعداد الهائلة من النازحين، فيما يتواصل القصف والحصار. ولقد كرس جيش الاحتلال جزء كبير من طاقة آلته الحربية لتدمير المؤسسات والشبكات المحلية العاملة في غزة، والتي تأسست تاريخيا بجهود ومبادرات محلية تطوعية بالمقام الأساس، لتلبية احتياجات الغزيين في القطاعات الأكثر حيوية، وشكلت جزء من تاريخ صمودهم، وقدرتهم على البناء الذاتي والعمل الجماعي، وذلك في محاولة من المحتل للقضاء على أي فرصة لإعادة نهوض المجتمع الفلسطيني وفرص بقائه مستقبليا وبالتالي فرض ما أطلق عليه اسم “التهجير الطوعي”.
وفي هذا الوضع تبدو هناك قيمة أساسية للاستمرار في دعم المؤسسات واللجان والمبادرات المحلية التي تعمل على الأرض لتقدم العون للناس كجزءٍ من النضال الإنساني في مواجهة الإبادة في الفترة الحالية وأساسٍ في إعادة البناء بعد الحرب والصمود على الأرض على المدى المتوسط والطويل. حيث إن هذه الشبكات هي جزء من حياة الفلسطينيين وجزء من نضالهم من أجل وجودهم وبقائهم وحقوقهم، ولطالما شكلت تعبيرا واضحا عن قدرتهم على اشتقاق مسارات لتلبية احتياجاتهم وأسست لمسارات مستدامة وشبكات محلية راسخة وذات قرار فلسطيني مستقل، صمدت في ظل الاستهداف الشرس لها في سنوات الحصار وخلال هذه الحرب، وها هي تواصل كما واصلت سابقا تقديم الخدمات رغم التدمير الممنهج لعامليها ومقراتها ومواردها.
حملة صمود
إن حملة دعم الصمود ليست حملة تقتصر على تجنيد التبرعات فحسب، ولكنها جزء من تضامن ودعم شامل يجب ان تنهض به الانسانية لتعزيز القدرات في غزة على الصمود الطويل والنهوض من جديد بالمجتمع وتلبية احتياجاته من خلال النهوض بالمؤسسات والشبكات المحلية والمبادرين الملتزمين، للحفاظ على ما تبقى من قدراتها وطواقمها وتطوير آليات عمل مستدامة تنحاز لحقوق الشرائح الأوسع من الفلسطينيين في غزة. لتكون هذه الحملة في النهاية أداة لكسر الحصار المستمر عن المؤسسات والمرافق الحيوية في قطاع غزة، وبالتالي دعم حقوق الشعب الفلسطيني بما يشمل كسر الحصار، والبحث عن أفق لمستقبل إنساني لأهل البلاد.
إن حملة صمود غزة هي جسر يمد الدعم من شعوب العالم للشعب الفلسطيني بشكل مباشر وللمؤسسات التي يصنعها بإرادته والتي تخدم نضاله من أجل الوجود والبقاء والحقوق التاريخية ليكون هذا الدعم ما يمنع إخضاع مصير الغزيين واحتياجاتهم الإنسانية الملحة، للحكومات والدول التي دعمت حرب الابادة وعملت عبر شروط التمويل الدولي على تفكيك المؤسسات المحلية والشبكات الاجتماعية، وإبقاء احتياجات الفلسطينيين رهينة لعمليات المساومة على الشاحنات الغذائية والدوائية وجعلها ورقة تفاوض وضغط للتنازل عن الحقوق التي يطالب بها الشعب الفلسطيني.
أهداف الحملة
أهداف الحملة الأساسية:
- تقديم الدعم للمؤسسات والجمعيات والشبكات الفلسطينية المحلية في غزة بأشكال متعددة لتعزيز قدراتها على النهوض بأدوارها في تلبية الاحتياجات الحقيقية للمجتمع حسب أولوياته، وبما يلبي تطلعاته وجهوده نحو التنمية المستدامة اللازمة لتعزيز صمود سكان الأرض في بلادهم.
- حشد وتنسيق الكوادر والطاقات البشرية الراغبة بتقديم الجهود الداعمة سواء بالربط المباشر والتشبيك بينها وبين هذه المؤسسات، أو عبر الإسهام في جهود الحملة كموارد بشرية أو عمليات الدعم اللوجستي.
- دعم المناطق الأكثر عرضة للحصار والتدمير، والشرائح الأكثر تهميشا، وخصوصا مدينة غزة ومحافظات الشمال التي تم تهجير نسبة كبيرة من سكانها.